"وول ستريت جورنال" ترد على المزاعم المغربية في ما يخص دولة صحراوية مستقلة في المستقبل





قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في مقال جديد، نشر أمس، بعد ثمانية أيام من مقال نُشر من الرباط "إن الادعاء بأن الصحراء الغربية المستقلة قد تكون غير مستقرة وتقدم موطئ قدم للدولة الإسلامية، هو تخمين خاطئ و بعيد عن الحقيقة".

إن مقالة وتقرير الصحفي الأمريكي، ديون نيسنباوم، حول الصحراء الغربية ("الحرب غير النشطة تجذب الولايات المتحدة") ، منحازة وغير حيادية، وتلفت الانتباه إلى الصراع الذي يتم تجاهله في كثير من الأحيان بين المغرب و جبهة البوليساريو في المستعمرة الإسبانية السابقة. ومع ذلك، فإنه ينص على خطأ أن دولة صحراوية مستقلة من شأنها أن تشكل خطرا على الاستقرار الإقليمي.

قام الصحراويون، تضيف الصحيفة، ببناء جهاز دولة كامل ومتطور. الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية (SADR) هي عضو مؤسس في الاتحاد الأفريقي منذ فترة طويلة ومعترف بها من قبل عشرات البلدان. وليس ذلك فحسب ، بل إنها أيضا تربح في الدعاوى القضائية في المحاكم الدولية ضد شرعنة الاحتلال و الموارد الطبيعية والزراعية للصحراء الغربية.

تراقب جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي، المنطقة المحيطة بالمخيمات والأراضي المحررة، وأثبتت تعاونها مع الجهود الأمنية الدولية لمكافحة الاتجار بالبشر والإرهاب العابر للحدود، أما الإدعاء بأن الصحراء الغربية إذا ما إستقلت ستجلب الإرهاب الدولي و تشكل عائق تنمية في المنطقة، أمر بعيد كل البعد عن الحقيقية و الواقع
تضيف الصحيفة.

وقالت الصحيفة الأمريكية نقلا عن ممثل جبهة البوليساريو في استراليا و نيوزيلالندا السيد كمال فاضل في مقال جديد نشر أمس "أن ترويج الدعاية المغربية بالإدعاء أن إستقلال الصحراء الغربية سيكون مرتع الإرهاب في منطقة غير مستقرة أصلا وتوفر نقطة دعم للدولة الإسلامية، تخمين خاطئ".

ومن خلال قراءة المقال المنشور في 12 أغسطس من قبل ديون، قد يفهم القارئ أن الحفاظ على الوضع الراهن هو الخيارالأفضل، وهذا ما يحاول المغرب يضغط دون كلل لتثبيته كخيار، إلا أنه يظل أمرغير مقبول بالنسبة لشعب الصحراء الغربية، وتحمل هذا الوضع الباهظ الثمن بالنسبة للأمم المتحدة والولايات المتحدة، أمر غير مقبول بالنسبة للإدارة الأمريكية.

وأشارت المقالة، إلى أن صبر الشعب الصحراوي بدأ ينفد، وفي مقابل ذلك أثبت النظام المغربي فشله في كسب ثقة الصحراويين خلال 44 عامًا من الإحتلال. ولذا بات من الضروري السماح لهم بتقرير مستقبلهم عبر إستفتاء لتقريرالمصير، لأن تاريخ النزاع يثبت هو الآخر أن أي حل خارج عن هذا النطاق، يمكن أن يزيد من حالة الإستياء ويؤدي إلى إستئناف القتال، رغم أن نظام الاحتلال يستخدم خطاب الخوف على أمن المنطقة للحفاظ على إحتلاله غير قانوني لآخر مستعمرة في إفريقيا.