هل ستفقد فرنسا الهيمنة على مستعمراتها السابقة في حال توحيد مجموعة بلدان غرب إفريقيا للعملة النقدية؟

أوراق نقدية من عملة الفرنك الإفريقي

إستضافت دولة غانا العام الماضي إجتماعًا لرؤساء الدول الأربعة في فضاء الإيكواس، كجزء من العملية التي إنطلقت مؤخراً بهدف إنشاء عملة موحدة لبلدان هذه المنطقة بدلا من الفرنك الإفريقي.

الإجتماع ضم  "مجموعة العمل الرئاسية" المؤلفة من الرؤساء أكوفو أدو (غانا) ومحمد بوخاري (نيجيريا) والحسن واتارا (ساحلالعاج) ومحمدو يسوفو (النيجر)، تهدف من خلاله المجموعة إعتماد خارطة طريق جديدة لتنفيذ برنامج العملة الموحدة على النحو المتفق عليه بإجتماع نيامي في 24 أكتوبر من نفس السنة.

وتعد مبادرة توحيد العملة بمثابة إلغاء كامل لعملة الفرنك الإفريقي، التوجه الذي لا طالما كان محل إجماع عدد من القادة والحكماء الأفارقة المناهضين للإستعمار، الشيء الذي من شأنه أن يفقد فرنسا الهيمنة التجارية والسياسية على بعض دول غرب إفريقيا.

ويذكر أنه وفي وقت سابق خلال أيام 17، 18 و 19 يناير 2018، قد  إحتضنت أبوجا إجتماعا تمت خلاله صياغة وثيقة من قبل خبراء إقليميين سيتم إحالتها  إلى رؤساء الدول الأربعة من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا المنطقة التي تضم حاليا ثماني عملات نقدية، وتطمح إلى إنشاء عملة موحدة بحلول عام 2020.


شعار المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيداو)


وكانت الجماعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا قد رفضت وبإجماع في وقت سابق خلال أحد إجتماعها السنة الماضية، إنضمام المغرب إلى هذا التجمع الإقليمي، حيث يرى خبراء أن خطوة المغرب هذه تدخل ضمن خطته تجاه الإتحاد الإفريقي بشكل عام هدفها خدمة دول خارج الاتحاد في تقويض جهود بعض دول غرب إفريقيا والتأثير على سياستها المناهضة لكل أشكال الإستعمار ولمنطق الوصاية التي تفرضه بعض القوى الإستعمارية على مستعمراتها السابقة مثل فرنسا.
  

وسائل الإعلام الإفريقية : المغرب "حصان طروادة" لفرنسا في القارة.

في سبتمبر 2017، تجمع مئات المحتجين في العديد من المدن في أفريقيا الناطقة بالفرنسية وأيضا في باريس، بناءً على طلب من حركة الطوارئ الإفريقية، لمناهضة إحتكار فرنسا لإقتصاد مجموعة من البلدان من خلال عملة الفرنك الإفريقي الذي بات أحد أكبر العقبات أمام تطور القارة، ووفقا لتصريح السيد سايمون كوكا رئيس رئيس مجموعة المجتمع المدني السنغالي للصحفيين خلال تجمع في داكار "لا يمكننا أن نعتبر أنفسنا نملك السيادة على بلدنا ونحن نعتمد على عملة مثل فرنك الإفريقي" "السيادة تعني وجود عملة خاصة من إختيارنا غير ممنوحة أو مفروضة" يضيف السيد كوكا.

وسجلت المظاهرات المشتركة مشاركة نحو 155 مليون نسمة، وجهوا خلالها إنتقادات لاذعة للداعمين لإستمرار العملة الإستعمارية، بالعمل لصالح مصالح فرنسا في مواصلة فرض النفوذ الاستعماري السابق على بلدانهم، بإعتبار إحتكار المال والإقتصاد أحد أدوات الإحتلال الناعم التي تعتمدها باريس في تنفيذ خطتها الإستعمارية والسطو على موارد إفريقيا.

هذا ولا تزال المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا تقف ضد إستمرار عملة الفرنك الإفريقي، معتبرة إياها بالعقبة الكبرى أمام تنمية دول المجموعة، في حين لا تزال ثمانية دول من هذه المنطقة تعتمد على هذه العملة، وهي البلدان نفسه المصنفة من بين الدول الأكثر فقرا حسب إحصائيات الأمم المتحدة.