هل تستعد فرنسا لقيادة حرب شاملة في الصحراء الغربية ؟




الرئيس الفرنسي والعاهل المغربي

جرت العادة تختلف القوى الرئيسية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فيما بينها عندما يتعلق الأمر بمعالجة قضية الصحراء الغربية، على سبيل المثال فإن كل من روسيا والولايات المتحدة تعارضان وبشكل قوي كل المقترحات الجديدة خاصة المقترحة من قبل باريس، وتصران على أن عملية إنهاء الاستعمار التي تم التوصل إليها بين جبهة البوليساريو والمغرب يجب أن تستكمل على النحو المتفق عليه في عام 1991، فيما تظل فرنسا التي تحتفظ بحق النقض وكذلك إسبانيا (البلد مراقب في الأمم المتحدة وعضو في مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية)، لهما موقف مشترك رافض لكل ما من شأنه أن يغير من الوضع القائم في الإقليم حتى ولو كان على حساب الشرعية الدولية، شريطة أن لا يمس من المصالح الإقتصادية المشتركة لهذين البلدين الأوروبيين الداعمين وبشكل غير مسبوق للإستراتيجية التدخل العسكري من قبل جيش الإحتلال المغربي قصد فرض السيطرة الكاملة على المنطقة، بما فيها المناطق العازلة المنزوعة السلاح الواقعة تحت مسؤولية الأمم المتحدة، ومعبر الكركرات غير الشرعي، بهدف حصر جبهة البوليساريو ومنعها من الوصول  إلى سواحل المحيط الأطلسي.

وفي خطوة إستباقية لما قد تؤول إليه الأحداث، أدانت جبهة البوليساريو في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، يوم الإثنين، توغل مغربي جديد في المنطقة المنزوعة السلاح في إتجاه الأراضي المحررة من الصحراء الغربية، محذرة من مواصلة المغرب التصعيد العسكري والإستفزاز لما له من تداعيات على الأمن والإستقرار في المنطقة، موضحة أنها تحتفظ بحق الرد، ولن تقبل بمثل هذه التصرفات غير محسوبة العواقب، التي تحظى لأسف بدعم من فرنسا يدفع نحو ’’عملية سريعة‘‘ أي شن هجوم ضد وحدات الجيش الصحراوي، ثم الدخول وفرض السيطرة عل كامل المنطقة  الجنوبية إلى حدود مركز الدرك الموريتاني، أي التوغل في المنطقة الواقعة تحت مسؤولية الأمم المتحدة ما يعني أن هذه الخطوة تشكل تحدي للمنتظم الدولي، إضافة إلى إنتهاكها الصارخ لإتفاق وقف إطلاق النار الساري المفعول بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب منذ عام 1991


''الـتدخـــل الـفــرنــــسي''



كثيرا ما يتسائل المتتبعين لقضية الصحراء الغربية ومايجري في منطقة شمال إفريقيا، عما إذا كان موقف فرنسا من النزاع في الصحراء الغربية نابع من الوصاية على مستعمراتها السابقة؟ إلا أن الإشكالية هنا بالنسبة لهذا الإقليم تختلف عن ذلك تماما، بحكم أنها المنطقة الوحيدة في شمال إفريقيا التي لم تكن خاضعة للإستعمار الفرنسي، عكس بعض المستعمرات السابقة التي سجلت تدخل عسكري لباريس بهدف تأمين مصالحها مثل الغابون، جمهورية إفريقيا الوسطى، ساحل العاج، الكونغو ومالي، كما سبق وأن صرح بذلك المحلل السياسي في قناة بي بي سي السيد تيم ويول.



إذن وبناء على المنطق المعهود لدى في فرنسا في سياستها الخارجية تجاه إفريقيا خاصة مستعمراتها السابقة، يبقى السؤال العالق ماهي الخلفية الحقيقية للتدخل الفرنسي في نزاع الصحراء الغربية؟ وهل يمكن أن يتطور يوما ما التدخل السياسي نحو العسكري ؟ ربما الجواب ستكشف عنه الأيام القليلة المقبلة مع تطور الأمور في معبر الكركرات.