جبهة البوليساريو تلفت انتباه مجلس الأمن إلى تصاعد قمع دولة الاحتلال المغربية في الأراضي المحتلة


نيويورك (21 يوليو 2019), في ظل موجة القمع المتصاعدة التي تشهدها حالياً المناطق الصحراوية المحتلة جراء التدخل العنيف لقوات الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين، بعث اليوم الدكتور سيدي محمد عمار، ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة، بالرسالة التالية إلى السفير غوستافو ميثا كوادرا، الممثل الدائم للبيرو لدى الأمم المتحدة والرئيس الدوري لمجلس الأمن.

سعادة السفير غوستافو ميثا كوادرا
الممثل الدائم للبيرو لدى الأمم المتحدة
رئيس مجلس الأمن

أود أن الفت انتباهكم ببالغ القلق إلى أن انتهاكات المغرب المستمرة والمتصاعدة لحقوق الإنسان المرتكبة ضد المدنيين الصحراويين تؤدي إلى تفاقم الوضع على الأرض وزيادة التوتر في الصحراء الغربية المحتلة.

ففي ليلة الجمعة خرج مئات المدنيين الصحراويين بشكل عفوي إلى الشوارع في مدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية المحتلة، للاحتفال سلمياً بفوز الفريق الجزائري لكرة القدم على السنغال في كأس الأمم الأفريقية 2019. وقد شهدت عدة مدن في الصحراء الغربية المحتلة، بما في ذلك مدينة السمارة وبوجدور والداخلة، فعاليات احتفالية مماثلة.

وكجزء من سياسة القمع التي تمارسها بشكل ممنهج في الصحراء الغربية المحتلة، هاجمت قوات الأمن المغربية بعنف المدنيين الصحراويين مستخدمة الهراوات والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي والحجارة. وقد شارك مئات من رجال الأمن المغاربة، بمن فيهم رجال شرطة يرتدون الزي الرسمي وملابس مدنية وقوات الدرك والقوات شبه العسكرية والقوات المساعدة في الهجوم الوحشي الذي أسفر عن إصابة العديد من المدنيين الصحراويين بجروح خطيرة لا يزال بعضهم في حالة خطيرة.

وقد كان من بين الضحايا الشابة صباح عثمان حميدة، وهي فتاة صحراوية تبلغ من العمر 24 عاماً وقد دهستها سيارة تابعة للقوات المساعدة المغربية في شارع السمارة في مدينة العيون المحتلة، وقد توفيت بعد ساعات قليلة متأثرة بجروحها. ومن المرجح أن يزداد عدد الضحايا بالنظر إلى أن العديد من الجرحى المدنيين لا يزالون في حالة خطيرة.


إننا لندين بقوة هذا الهجوم الوحشي الذي قامت به قوات الأمن المغربية ضد المدنيين الصحراويين الأبرياء في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، الذين ما زالوا يعانون الحرمان من حقوقهم الأساسية بما في ذلك حقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي. وإننا لندعو مجلس الأمن على وجه السرعة إلى محاسبة المغرب وتحميله مسؤولية عواقب هذا العمل الخطير والجرائم البشعة التي ارتكبتها قوات الأمن المغربية ضد السكان الصحراويين.

كما قامت قوات الاحتلال المغربية باعتقال عشرات المدنيين الصحراويين الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن. وفي وقت كتابة هذه الرسالة، يبقى العديد من المدن الصحراوية المحتلة، ولا سيما مدينة العيون، تحت الحصار الشديد من قبل قوات الأمن المغربية. وقد جلبت قوات الاحتلال المغربية تعزيزات هائلة، وهناك مؤشرات تثير القلق بأن تلك القوات تستعد لإطلاق العنان لموجة جديدة من القمع الوحشي.

وللأسف، فإن الأعمال القمعية التي يقوم بها المغرب ضد المدنيين الصحراويين تحدث بوجود بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) في الإقليم الذي لا يزال تحت المسؤولية الكاملة للأمم المتحدة. وإننا لنحث مجلس الأمن على ضمان أن تعمل بعثة المينورسو وفق المعايير الأساسية المطبقة على جميع عمليات الأمم المتحدة الأخرى لحفظ السلام بما في ذلك القدرة على مراقبة وضع حقوق الإنسان وحمايتها والإبلاغ عنها.

كما ندعو مجلس الأمن وبقوة إلى ممارسة الضغط على المغرب لوضع حد لانتهاكاته المتصاعدة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة والتي تهدد بشكل خطير بتفاقم الوضع على الأرض وتقويض أي آفق لبناء الثقة وتحقيق التقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وأرجو ممتناً توجيه انتباه أعضاء مجلس الأمن إلى هذه الرسالة.

وتقبلوا، سعادة السفير، أسمى آيات التقدير والاحترام

الدكتور سيدي محمد عمار

ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة